جماهير برشلونة تنقسم حول النزاع القضائى بين «لابورتا» و «روسيل»

جماهير برشلونة تنقسم حول النزاع القضائى بين «لابورتا» و «روسيل»


انقسمت جماهير نادى برشلونة حامل لقب الدورى الإسبانى لكرة القدم، حول قرار رفع دعوى قضائية ضد الرئيس السابق للنادى خوان لابورتا، بسبب دفاتره المحاسبية المثيرة للشكوك. والقرار هو الأول من نوعه فى تاريخ برشلونة الممتد لـ١١١ عاماً، وتم اتخاذه بعد الجمعية العمومية السنوية للنادى، حيث وافقت الجمعية العمومية للنادى على رفع الدعوى القضائية بأغلبية ضئيلة، بلغت ٤٦٨ عضواً مقابل رفض ٤٣٩ عضواً، بينما امتنع ١١٣ عضواً عن التصويت. و أعلن لاخافيير فوس، نائب ساندرو روسيل، الرئيس الجديد لنادى برشلونة الإسبانى الذى تولى المسؤولية خلفاً للابورتا فى يوليو الماضى، أن خسائر النادى فى الموسم الماضى وصلت إلى رقم قياسى بلغ ٧٩ مليون يورو (١١١.٧٨ مليون دولار) ليبلغ إجمالى ديون النادى ٤٣٠ مليون يورو.

وأعلن روسيل ذلك أمام أعضاء الجمعية العمومية للنادى والذين صدقوا بعدها مباشرة على ميزانية النادى لهذا الموسم.

وانتخب «روسيل» رئيساً للنادى فى يونيو الماضى بعدما حصل على ٦٩٪ من أصوات الناخبين.

وأوضح «روسيل»، بعد إعلان الميزانية، أنه سيقيم دعوى قضائية ضد خوان لابورتا، بسبب دفاتره المحاسبية المثيرة للشكوك.

وكشف «فوس»، نائب الرئيس للشؤون الاقتصادية، عن أن لابورتا أنفق عدة ملايين يورو على شراء تذاكر طيران من فئة رجال الأعمال لنفسه ولمديرى النادى، وعلى الأمن الخاص والمخبرين والمطاعم الفخمة.

وأظهرت استطلاعات الرأى، نشرت أمس الأول، أن جماهير برشلونة منقسمة تماماً حول هذا القرار. كشف استطلاع للرأى أجرته صحيفة سبورت أن ٥٢٪ من القراء يوافقون على هذا القرار، فيما لقى القرار معارضة ٤٨٪ من القراء. وفى المقابل، أظهر استطلاع رأى أجرته صحيفة ماركا، التى غالباً ما يقرأها مشجعو ريال مدريد، أن ٨١.١٪ من القراء يعتقدون بضرورة اتخاذ إجراءات قضائية ضد لابورتا ومعاونيه. ومن الممكن أن يكون ترحيب قراء ماركا باتخاذ إجراءات قضائية ضد لابورتا، لإحداث انقسام فى الغريم التاريخى لريال مدريد.

ويتصدر ريال مدريد ترتيب الدورى الإسبانى بفارق نقطة واحدة أمام برشلونة، ويسعى رئيس النادى الملكى، فلورنتينو بيريز لإنهاء سيطرة برشلونة على اللقب المحلى، وقد يساعده صدام لابورتا مع روسيل على تحقيق حلمه.

وأعربت صحيفتا «موندو ديبورتيفو» و«بانجوارديا» الكتالونيتان عن تخفوهما من أن يؤثر النزاع القضائى بالسلب على فريق برشلونة تحت قيادة جوسيب جوارديولا.

وتولى لابورتا رئاسة النادى بين عامى ٢٠٠٣ و٢٠١٠. وأوضح لابورتا، لدى تسليمه رئاسة النادى إلى روسيل، أن النادى حقق ربحاً فى الموسم الماضى، وكان «بحالة اقتصادية ممتازة». وأثار لابورتا الجدل برفضه حور اجتماع الجمعية العمومية للنادى، مدعياً أنه لن ينال الفرصة لتفسير حسابات النادى.

وعبرت وسائل الإعلام الكتالونية عن قلقها إزاء الخصومة الموجودة بين روسيل ٤٦ عاماً ولابورتا ٤٨ عاماً التى قد تسفر عن انقسام بين مشجعى برشلونة وتؤثر سلبياً على أداء الفريق. ويأتى اجتماع الجمعية العمومية كأحدث حلقة فى سلسلة الصراع بين روسيل ولابورتا، علماً بأنهما عملا سوياً فى الماضى للإطاحة برئيس برشلونة السابق خوان جاسبارت من منصبه فى عام ٢٠٠٣. وتولى لابورتا وقتها رئاسة النادى وأسند إلى روسيل منصب نائب رئيس النادى للشؤون الرياضية.

ونجح روسيل فى بناء فريق رائع للنادى من خلال التعاقد مع البرازيلى رونادينهو ليفوز الفريق بلقب الدورى الإسبانى مرتين ولقب دورى أبطال أوروبا مرة واحدة. ولكن روسيل استقال فى عام ٢٠٠٥، متهماً لابورتا بالديكتاتورية والخضوع الشديد لتأثير الهولندى يوهان كرويف، قائد ومدرب برشلونة السابق. وقبل سبعة شهور، لجأ لابورتا قبل فترة قصيرة من تركه رئاسة النادى إلى منح منصب «الرئيس الفخرى للنادى» إلى كرويف، مما أثار جدلاً واسعاً.

وكان من أول القرارت التى اتخذها روسيل لدى فوزه برئاسة النادى فى الانتخابات، التى أجريت فى يونيو الماضى، هو إلغاء قرار تعيين كرويف رئيساً فخرياً للنادى، مشيراً إلى أن هذا المنصب ليس له أى وجود فى النادى. وأوضح لابورتا أن روسيل يصر على تدمير سمعته «كأفضل رئيس فى تاريخ نادى برشلونة» فى إشارة إلى أن (لابورتا) قاد النادى إلى الفوز بلقب الدورى الإسبانى أربع مرات ولقب دورى أبطال أوروبا مرتين.