واصلت المتاعب مطاردتها للمنتخب الوطنى لكرة القدم قبل مواجهة النيجر، فبعد رحلة الطيران الشاقة من القاهرة إلى نيامى، التى استغرقت حوالى ١٣ ساعة تخللها ترانزيت فى مطار طرابلس، وتأخر قيام الطائرة من مطار القاهرة إلى مطار طرابلس لمدة ساعة ونصف الساعة..
استقبلت الأمطار الشديدة والبرق والرعد بعثة المنتخب فى أولى دقائق وصولها مطار نيامى وانخلعت قلوب الجميع داخل الطائرة وهى فى أجواء نيامى بسبب البرق والرعد اللذين أثرا على اتزان الطائرة، ولولا براعة الطيار لحدث ما لا يحمد عقباه خلال خمس دقائق هى المدة التى استغرقتها الطائرة فى سماء نيامى حتى هبطت أرض المطار..
وبعد أن كان المرح والمزاح هو السمة الغالبة على جميع اللاعبين طوال مدة الرحلة رغم مشقتها الكبيرة، فإن الرعب والوجوم سيطرا عليهم خلال هذه الدقائق الخمس بسبب الاهتزاز الشديد للطائرة واستمرار البرق فى السماء.
وفى مطار نيامى، كان السفير المصرى على رأس مستقبلى البعثة، ورغم بذله مجهوداً كبيراً حتى لا تبقى البعثة فى المطار وقتاً طويلا، فإن بعض مشجعى منتخب النيجر تجمهروا أمام بوابة المطار، ومعهم بعض السحرة، مصطحبين معهم «ماعز» وأخذوا يقومون ببعض الطقوس الغريبة أمام اللاعبين قبل أن يلحق بهم مسؤولو البعثة الذين تسمروا فى مكانهم أمام البوابة باعتبار أن الأمر مزحة، لكن الأمر تحول بعد ذلك إلى رعب أخذ فى السيطرة على لاعبى المنتخب.
وعبثاً، حاول عصام الحضرى كابتن المنتخب إقناع مسؤولى الشرطة بإبعاد هؤلاء السحرة إلا أن أحداً لم يستجب لهم، وتوترت الأعصاب وكاد الحضرى يشتبك مع أحد هؤلاء السحرة الذين ارتفعت أصواتهم، مهمهمين ببعض الكلمات الغريبة وبعض الحركات الأغرب ومعهم الماعز التى كانوا يشيرون بها إلى اللاعبين.
وبمرور الوقت، تملك محمد فضل نفسه وأخذ على عاتقه الخروج من البوابة إلى الأتوبيس، لكن السحرة ألقوا عليه ببعض المساحيق البيضاء، وبعده توالى خروج اللاعبين وسط إلقاء السحرة عليهم المساحيق البيضاء، خصوصاً محمد أبوتريكة الذى أخذ يتلو القرآن بصوت عالٍ وأحمد المحمدى وكذلك عمرو زكى الذى لكم أحد هؤلاء السحرة فى وجهه أثناء إلقائه المسحوق عليه.
المثير أن السحرة واصلوا مطاردتهم لأتوبيس البعثة طوال طريقه من المطار إلى الفندق، وقبل دخول اللاعبين إلى الفندق أخذ الساحر ماعزه وكأنه يحرضه على اللاعبين، وهو يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة، وبعد انتهاء هذا الموقف تحول الأمر إلى فكاهة للاعبين بعضهم البعض خصوصاً بين أحمد عيد عبدالملك وعمرو زكى ومحمد أبوتريكة ووائل جمعة وأحمد المحمدى وأحمد فتحى، الذين لم يكن لهم حديث داخل الفندق إلا هذا الأمر قبل أن يتم تسكينهم غرفهم.
من جانب آخر، قلل السفير المصرى بلال عبدالواحد المصرى من خطورة تنظيم القاعدة على بعثة المنتخب بعد حادث اختطاف مجموعة من السياح الفرنسيين قبل أيام فى شمال النيجر. وقال السفير فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم» إن العاصمة نيامى تقع فى جنوب البلاد، وهى من المناطق الأكثر أمناً فى النيجر، موضحاً أن الحادث وقع فى الشمال. وشدد على أن بعثة المنتخب فى أمان بالعاصمة نيامى، وأن كل سبل الراحة تم توفيرها للبعثة، مطالباً الجميع بعدم الربط بين ما حدث للسياح الفرنسيين والخوف على بعثة المنتخب، واكتفى بالقول إن للحادث أبعاداً سياسية أخرى لا مجال لذكرها.
من ناحية أخرى وبمعنويات مرتفعة، يواصل المنتخب تدريباته على أرض ملعب استاد نيامى، استعداداً لمواجهة منتخب النيجر بعد غد «الأحد» فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية.
ويؤدى الفريق مرانه عند الثالثة والنصف بتوقيت نيامى ـ «الرابعة والنصف» بتوقيت القاهرة ـ وهو موعد إقامة المباراة، ووضح من خلال المران أمس أن حسن شحاتة المدير الفنى سيلعب بطريقة هجومية من البداية لخطف هدف يريح الأعصاب.
ورغم التكتم الشديد الذى فرضه شحاتة على التشكيل الذى سيخوض به المباراة، فإن ملامح التشكيل بدأت فى الاتضاح حيث ضمن كلا من: وائل جمعة وهانى سعيد ومحمد عبدالشافى وأحمد فتحى وحسام غالى ومحمد أبوتريكة وعمرو زكى مكانهم فى التشكيل الأساسى، وفضل الجهاز الفنى عدم الإعلان عن التشكيل إلا قبل اللقاء بثلاث ساعات.
ولايزال شحاتة حائراً بين عصام الحضرى وعبدالواحد السيد فى مركز حراسة المرمى، وإن كانت فرص الأول فى المشاركة هى الأكبر، فيما استقر المدير الفنى على تكليف وائل جمعة بمراقبة كاميللو، رأس حربة منتخب النيجر، ولاعب فريق الاتحاد الليبى الذى كان محترفا بصفوف القطن الكاميرونى، خصوصاً أن جمعة سبق له اللعب أمامه أكثر من مرة أثناء مواجهات الأهلى مع فريقيه ويعرف جيداً كيف يوقف خطورته.
وأكد أحمد سليمان، مدرب حراس المرمى، أنه لم يحسم قراره بخصوص أى من الحارسين، وقال: «رغم أن الجولة الثامنة لبطولة الدورى شهدت نسبة أهداف كبيرة، فإننى متفائل بتألق كل من الحضرى وعبدالواحد بعد زيادة الجرعات الفنية لهما فى المعسكر والتدريبات الأخيرة».
وأشار إلى أن مستوى حراس المرمى فى مصر متذبذب بصفة عامة بسبب طريقة اللعب التى يلعب بها أغلب الفريق «٤/٤/٢» والتى تساهم فى زيادة نسبة الأهداف.
وحول عدم انضمام شريف إكرامى ومحمد عبدالمنصف، قال سليمان: «لا يوجد ما يستدعى تغيير الثلاثى الحضرى وعبدالواحد ومحمد صبحى طالما أنهم محافظون على مستواهم».
من ناحية أخرى، حاول حازم الهوارى رئيس البعثة، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، تغيير موعد عودة البعثة وتقديمه ثلاث ساعات لتصل عند الثانية عشرة ظهر الاثنين المقبل بدلاً من الثالثة عصراً حرصاً على عدم زيادة إجهاد اللاعبين من عناء الرحلة الطويلة، إلا أن سمير عدلى، المدير الإدارى، أبلغه بعدم إمكانية هذا الأمر حيث سيعود المنتخب على متن شركة مصر للطيران وفقاً لما تنص عليه اللوائح، وبالتالى تأكدت عودة المنتخب فى موعده المحدد سلفاً.
من جانبه، أبدى حازم الهوارى تفاؤله بتخطى الفريق عقبة النيجر والعودة إلى القاهرة بالنقاط الثلاث، مؤكداً أن اللاعب المصرى يظهر أصله الحقيقى وقت الصعاب. فى شأن مختلف، تصل يوم المباراة مجموعة من روابط المشجعين لمؤازرة المنتخب فى مهمته، وذلك بالاتفاق مع اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر، وقد سافر مع البعثة «الخواجة» كبير مشجعى نادى الزمالك كما حرص أفراد الجالية المصرية فى نيامى على الحضور لمقر فندق إقامة البعثة للترحيب بالفريق.