هى مباراة تساوى نقاطا ثلاثة مثل أى لقاء آخر ، وواحدة من 30 مباراة يخوضها الفريق للبحث عن لقب يحمله حتى لحظتنا تلك ، ولكن فى ظل ظروف عديدة تحيط بالفريق ، أو لنقل الفريقين للأمانة ، تصبح تلك المواجهة المرتقبة بين الإسماعيلى الذى سيستدرج الأهلى على ملعبه فى الإسماعيلية هى أشبه ما تكون بــ ( لحظات من الحقيقة ) ، إما أن يخرج بعدها حامل اللقب أقوى كثيرا من الفترة السابقة ويؤكد أنه كجهاز ولاعبين قادرون تماما على استكمال المسيرة وأن الفترة الماضية ما هى إلا منحنى منخفض طبيعى تمر به كل الفرق ولكن يعود منه الكبار سريعا ، ووقتها سيعلم أبناء الإسماعيلية حقيقة قدراتهم فى المنافسة على البطولة المستعصية عليهم دوما .. أو قد ينجح الإسماعيلى فى التغلب على كل مخاوفه وظروفه وأزماته ويحرز فوزا قد يمنح مؤشرا للجميع أنه قادر على قنص اللقب هذه المرة ، وفى تلك اللحظة فقط .. سيدرك الجميع أن على الأهلى ومحبيه وإدارته أن يواجهوا الحقيقة التى يتجنب الكل الحديث عنها .. فماذا ستفعل بنا الساحرة المستديرة يوم الأحد 21/11/2010 فى لقاء مواجهة الحقيقة ؟
لا يزال الأهلى يعانى كثيرا من الإصابات المتكررة والتى تعصف بكل الأسماء وتضع الفريق فى وضع متأزم مستمر ، حيث لا يشارك الفريق مطلقا وهو مكتمل الصفوف ، ناهيك عن التراجع فى مستوى الكثير من اللاعبين بشكل مبهم ، فسره البعض كما أراد بعد تصريحات أخيرة للنجم الكبير / أبو تريكه ، أبرز المثار بسببهم جدلا كبيرا ، فهو أكبر نجوم جيله ولا يزال أمامه – بمنطق الكرة الحديثة العالمية – عدة سنوات من العطاء والتألق ، إلا ان تراجع مستمر فى مستواه مع الأهلى أثار القلق والجدل خاصة مع تقديمه لمستوى جيد مع المنتخب المصرى فى مباراته الودية الأخيرة أمام "أستراليا" ، مما دفع البعض لتفسير تصريحاته بالشكل الذى ينتظره الكثير منهم ..
وبعيدا عن تصريحات قد تكون ترجمت حسب الأهواء ، او لعلها الحقيقة – الله أعلى وأعلم – ، فإن مستوى الفريق ونتائجه وكل ما يحيط به يجبر الكل على الاعتراف بحقيقة مؤكدة ، أن بالأهلى أزمة واضحة لم تعد تتطلب الصمت ، وأن أى محاولة للمواربة أو دفن الرؤوس فى الرمال لن تفيد الفريق ، بل ستساهم فى استمرار هبوط مستواه حتى تضيع بطولة أخرى – لا قدر الله – ووقتها سينقلب الكل فى اتجاه معاكس ( كعادة المصريين دائما ) ، وهو ما نحاول فى كل مرة نطرح فيها تحليلا عقب المباريات أن نوضحه ونؤكد عليها ، هو أن حب النادى الحقيقى بكشف الأخطاء وتوضيحها بشكل شفافية .. وليس ( دفنها ) لأن هذا ليس حبا حقيقيا ، أو على الأقل هو الحب الذى يقتل فى النهاية من نحب !
وليست الأمور فى القلعة الصفراء بأفضل مما يعانيه أصحاب الرداء الأحمر ، فتارة تجد الفريق فى أوج تألقه مبرزا مخالبه المهارية ومحققا لفوز عريض يحسن مركزه فى البطولة – مثلما كانت البداية – وتارة أخرى يهبط مستواه بشكل عنيف ويخسر فجأة أمام فريق المفترض منه أن يهزمها بمنتهى السهولة ، ليظل فريق الإسماعيلى هو أبرز ألغاز الكرة المصرية عبر تاريخ طويل ، يصر الجميع على قدراته الخاصة المميزة ( وهى بأمانة كثيرا ما كانت تستحق ) والقادر على منازلة كل الكبار والفوز عليهم وتحقيق بطولة الدورى ، إلا أنه يفشل دوما فى تحقيق هذا ، ليستمر تعلق عشاقه بتكرار نفس الحديث كل موسم بلا أى جديد .. رافضين فى الوقت ذاته الاعتراف بحقيقة أن الفريق مميز ولكنه ليس بالقادر على تحقيق أى بطولة طالما استمرت أوضاعه الإدارية والمادية بهذا الشكل .. وليتنا نود ولو مرة أن نعترف بحقيقة الأمور !
الأهلى سيبذل قصارى الجهد لتحقيق الفوز الذى سيختصر الكثير من القلق والتوتر المحيطين بالفريق فى الوقت الحالى ، وسيمنحه نقاطا هاما زائدة عن غريمه "الزمالك" الذى ينتظره فى نهاية هذا العام ( 31/12/2010 ) وتحديدا ليلة رأس السنة الميلادية لتحديد الكثير من النقاط فوق خريطة المنافسة ، إذا ما تمكن الفريق من قنص نقاط المباريات المتبقية له .. ولن يكون الفوز سهلا أبدا خاصة بعد العرض المميز والجيد جدا الذى قدمه أبناء الإسماعيلى فى مباراتهم الأخيرة أمام الزمالك فى لقاء لم يستحق فيه الخسارة أبدا ، وهو ما سيدفع بمزيد من الحماس فى عروق لاعبيه لتحقيق فوز ( ليس بالعادى مهما كانت الظروف ) على النادى الأهلى الكبير ، وهى دفعة معنوية كبيةر قد تكفى وحدها لتكون إنطلاقة حقيقية نحو المنافسة على اللقب هذا الموسم ، فى ظل تقارب مستوى كل الفرق بلا استثناء فى ظل طريقة لعب واحدة "4/4/2" تحتاج منا إلى عمل قريب بإذن الله قد يحمل معه الكثير من كشف الحقيقة حول انهيار أصاب أغلب دفاعات الفرق المصرية بسببها ، ولا يرغب الكثيرون فى الحديث عنه !
وضع الفريقين فى جدول البطولة
الأهلى قفز عدة مراكز ، بالرغم من تعادله الأخير مع الجونة ، ليحتل المركز الثانى خلف الزمالك ، وتتبقى له مباريتين مؤجلتين ، بينما يحتل الإسماعيلى المركز التاسع ، إلا ان الفارق بينهما لا يتعدى 5 نقاط ، وإذا كان الأسماعيلى قد لعب مباراة زائدة عن الأهلى ويتفوق فى عدد الأهداف التى أحرزها مهاجموه ، إلا أن الأهلى لم يسكن مرماه سوى 5 أهداف ( وهو بالمناسبة رقم ليس صغير ) فى مقابل 12 هدف قد سكنوا مرمى الإسماعيلى ..
تاريخ مواجهات الفريقين
وكان الفريقان قد تبادلا التعادل بنفس النتيجة في الموسم الماضى ( 1 / 1 ) ذهابا إيابا ، بينما كان آخر فوز للأهلى هو في المباراة الفاصلة لموسم "2008/2009" بهدف من رأس فلافيو الفولاذية في الدقيقة الخامسة فوق أرض محايدة " ملعب المكس" وكان قد سبق له الفوز في الأسبوع الخامس من بطولة نفس الموسم وبالنتيجة ذاتها ( 1 / 0 ) وهى نفس النتيجة التى حققها الإسماعيلى ليفوز هو الآخر في القاهرة ( 1 / 0 ) في الأسبوع العشرين من تلك البطولة ، وهو آخر فوز للإسماعيلى على الأهلى .
هذه المباراة ستحمل الرقم ( 100 ) فى تاريخ مواجهات الفريقين ، فاز الأهلى فى 50 مباراة من الـ 99 السابقين ، مقابل 21 فوزا فقط للإسماعيلى .. وأحرز الأهلى 149 هدفا مقابل 84 للإسماعيلى .... فمن يا ترى سيتمكن من الفوز بلقاء المئوية ؟